اللواء هو اسم لِمَا يكون للسلطان أو إمام المسلمين، ويكون معقوداً على طرف الرمح ويلوى عليه، أي هو شعار الدولة، أمّا الراية فهي اسم لِمَا يكون لقادة الجيش في الحروب والمعارك، فهيَ شارة تميّزُ الجيوش عن بعضها في ساحات الوغى، وهي التي يحارب الجيوش تحتها ومن أجلها.
ألوان الرايات في زمن الرسول صلى الله عليه وسلمكان لون لواء الإسلام أبيضَ منذ زمن الدولة الإسلامية الأولى، أي منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم حيث كان عبارةً عن قطعةٍ مربعة الشكل، مصنوعةٌ من الصوفِ ذي اللون الأبيض، مكتوبٌ عليها عبارة "لا إله إلا الله محمدٌ رسولُ الله "، حيث إنّ العبارةَ مكتوبةٌ بصوف من اللون الأسود، كان هذا اللواءُ يوضع على مقرّ الخلافة الإسلاميّة في المدينة المنورة، وقد اختار الرسول صلى الله عليه وسلم اللون الأبيض؛ لِيعّبر عن أنّ الإسلام ليس دين عنف، فهو دين سلام وترغيب لا ترهيب لمن لم يعتنقه من الناس.
أمّا راية الإسلام فقد كان لونها أسود منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم حيث كانت عبارةً عن قطعةٍ مربعة الشكل مصنوعة من الصوف الأسود، ومكتوبٌ عليها بالصوف الأبيض عبارة "لا إله إلا الله محمدٌ رسول الله"، وكانت تدعى "العُقاب"، كانت هذه الراية مخصّصة للحروب والمعارك، فقد اختار الرسول صلى الله عليه وسلم اللون الأسود لها؛ لأنّه لون غامق ومخيف لأعداء الإسلام، ويعبّر عن الشِدة والقسوة مع أعداء الله الذين يحاربون المسلمين.
تسمية راية الرسول صلى الله عليه وسلمسمّيت الراية "بالعُقاب" لأن طائر العُقاب هو سيد الطيور، ومَلِكُلها بلا منازع، فهو إذا حلق في السماء لم يجرؤ طائرٌعلى أن يحلّق معه، أو أن يطير من الأرض باتجاهه، وكانت العرب تسمّيه الكاسر، حيث إن هذه الطائر لا يأكلُ إلا مما صطادهُ، ولا يأكلُ إلا حياً، ولا يأكلُ الميتةَ ولا الحشرات ولا الجيف "أي بقايا الطعام" ، وإذا لم يجد ما يأكلهُ يبقى جائعاً، ومن سرعتهِ أنّه يظهر في العراق ويُمسي في اليمن.
أدلّة حول وصف راية الرسول صلى الله عليه وسلمكذلك عقد الرسول صلى الله عليه وسلم رايةً حمراءَ لِبني سليم، ورايةً صفراءَ للأنصار، حيث قال العيني: وروى أبو يعلى في (مُسْنده) وَالطَّبَرَانِيّ فِي (الْكَبِير) من حَدِيث عبد الله بن بُرَيْدَة عَن أَبِيه، قَالَ: (كَانَت راية رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سَوْدَاء وَلِوَاؤُهُ أَبيض، وروى أبو الشَّيْخ بن حَيَّان من حَدِيث عَائِشَة، رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا، قَالَت: كَانَ لِوَاء رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَبيض، وروى أَبُو دَاوُد من رِوَايَة سماك بن حَرْب عَن رجل من قومه عَن آخر مِنْهُم، قَالَ: رَأَيْت راية رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، صفراء، وروى ابْن عدي من حَدِيث ابْن عَبَّاس، قَالَ: كَانَت راية رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سَوْدَاء وَلِوَاؤُهُ أَبيض مَكْتُوب بِهِ: لَا إله إلاَّ الله مُحَمَّد رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم).
روى الطَّبَرَانِيّ فِي (الْكَبِير) من حَدِيث جَابر: (أَن راية رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَت سَوْدَاء، وروى ابْن أبي عَاصِم فِي (كتاب الْجِهَاد) من حَدِيث كرز بن أُسَامَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، أَنّه عقد راية بني سليم حَمْرَاء، وروى أَيْضاً من حَدِيث مزيدة، يَقُول: كنت جَالِساً عِنْد رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فعقد راية الْأَنْصَار وَجعلهَا صفراء. ثم قال العيني: فَإِن قلت: مَا وَجه التَّوْفِيق فِي اخْتِلَاف هَذِه الرِّوَايَات؟ قلت: وَجه الِاخْتِلَاف باخْتلَاف الْأَوْقَات. وقال ابن حجر: ولأبي الشيخ من حديث ابن عَبَّاسٍ كَانَ مَكْتُوبًا عَلَى رَايَتِهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ. وَسَنَدُهُ وَاهٍ. وَقِيلَ كَانَتْ لَهُ رَايَةٌ تُسَمَّى الْعِقَابَ سَوْدَاءُ مُرَبَّعَةٌ، وَرَايَةٌ تُسَمَّى الرَّايَةَ الْبَيْضَاءَ وَرُبَّمَا جُعِلَ فِيهَا شَيْءٌ أَسْوَدُ).
أهمية الراية ومكانتها في الإسلامأهمية الراية تصبّ في جانبين وهما حسيّ ومعنويّ، سنتعرّف على كل منها:
بقيت الرايةُ سوداء كما اتخذها الرسول صلى الله عليه وسلم في الحروب عبر كل عصور الإسلام التالية من الأمويين، والعباسيين وغيرهم، أما ما اخُتلف فيه فهو لون اللواء راية الدولة فهي كانت كالاَتي:
المقالات المتعلقة بما اسم راية الرسول